بقلم الإعلامية: عبير الحويطي
في المجتمع توجد ظواهر سلبية كثيرة، ولا بد لنا من التكاتف حتى نخرج منها بسلام، وننهض بأنفسنا وأبنائنا ونخرج جيلًا صالحًا لا يعرف الحقد والحسد والغيرة المميتة، فالغيرة تميت القلب وتجعل الإنسان لا يعي ما يفعل بنفسه وبغيره من أذى، ولا بد وأن يسلم الفرد التسليم التام لأمر الله في كل أحواله، وألا يعترض! وكأنه يقول يا الله أنك تعطي غيري من لا يستحق من نعمك، لا والله فإنه أعلم بنا من أنفسنا، وهو أعلم بما داخلنا من خير أو شر ويعلم قدراتنا وقوة تحملنا على أمره.
فالخير فيه ابتلاء أيضًا، يعطينا الله ليرى ماذا نفعل بالخير، ويمنعنا أيضًا ليرى كيف سنتحمل الصبر على البلاء، فإن في عطائه رحمة وفي رحمته عطاء.
ولا بد وأن نُعلم من يعترض على أمره في الخلق فيجب عليه أن يتعلم الأدب مع الله، ويشكر ربه على ما هو فيه ويتمنى الخير لغيره كما يتمناه لنفسه؛ حتى يعطيه الله أكثر مما تمنى، وأن لا يكره جهد غيره، ويقف مكتوف الأيدي ليحسد غيره، أو يعترض على نعمة الله في خلقه.
بل لا بد من أن يجتهد ويسعى ويتعلم العلم النافع له ولغيره، ويسعى لحب الخير ومساعدة الغير فيما يقدر، وعليه ألا ينساق وراء رغباته وشهواته الدنيوية دون الأخروية.
فإنه دوما ما يتطلع الإنسان فقط إلى صعود المناصب في الدنيا دون الآخرة دون أي جهد منه وتعجيز غيره بالعبارات المحبطة والسلبية، حسدًا عليه فيما أعطاه الله من خير.
ولا ينظر للجانب الآخر من حياة أخيه وما قد تحمل من أعباء وظلم وابتلاءات وكيف تحمل بصبر ورضي حتى أحبه الله وأعطاه حبه في الدنيا والآخرة.
فينظر للجانب المرئي فقط من حياة أخيه ولا يعلم شيئا عما أخفى بداخله من ألم وصبر على قضاء الله.
ولا بد وأن ننظر إلى الجانب المشرق من حياتنا، ونسعى لنكون كغيرنا، ولا نحسد فالحسد مميت، ولا نتمنى زوال النعمة من غيرنا، دون أي جهد منا في الخير، والسعي للرزق الحلال، سواء في العلم أو المال، وكل هدفنا هو زوال النعم؛ لأننا لم نجتهد أو نفكر كيف نكون أشخاص لنا هدف في المجتمع! ونعمل على أهدافنا ليل نهار.
ولا نلتفت لأي حاقد أو حاسد، ولا ننظر إلى الآراء المحبطة، وأن نتمسك دومًا بالقيم النبوية فإذا أعجبني شيء عملت على أن أكون مثله في الخير.
وقد خلقنا الله لنا قدرات فردية في عقولنا، ولا بد لنا من أن نستعملها وننمّيها؛ حتى نصل لما نريد، ولا يوجد وصول إلا بالاجتهاد والعمل والسعي وراء طموحنا وأفكارنا البناءة في المجتمع وليست الهدامة، لكل ما هو جميل طيب حسن، حتّى نرضي أحقادنا الداخلية والنفسية.
"ليس الطريق لمن سبق ولكن الطريق لمن صدق" سيدي بن عطاء الله السكندري، وليس كل ما في الظاهر يدل على ما في الباطن، فمن المهم أن لا أحاول أن أفهم الشخص الذي أمامي فهمًا خاطئًا، وأن أضع لنفسي مبررا لإيذاءه اعتقادًا منا أنه ليس جدير بذلك، لا وألف لا، فلا يكون كل همي اغتصاب حقه في الصعود بنفسه ومن حوله.
إن الله يرزقنا العطايا بحسن النوايا، وقد جعلنا الله متفاوتون في الفكر والعقل، ولا بد ألا نرتكن لذلك أبدًا، بل لا بد أن نعمل على عقولنا وعقول أبنائنا، فبالعلم ترتقي الأمم، وترتفع مكانتها.
وأهم علم هو علم حب الله، وتزكية النفس وتنقيتها من الشوائب العالقة بها، وحب الخير لأنفسنا وترقيتها بالعلم النافع لنا وللمجتمع والبشرية جميعًا، وألا نرى الأمور من وجهة نظر واحدة، ولا بد أن نبحث عن الوجه الآخر من الأمور؛ ليكون لنا حكم صائب، ونعلم أبناءنا حب الخير لغيرنا قبل أنفسنا.
فمن شرائع الله في الأرض قوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) سورة الحشر آية رقم (٩)
وعندما نؤثر غيرنا على أنفسنا نجد من يسخره الله لنا وقت الشدائد و المحن ليؤثر نفسه من أجلنا بحول الله وقوته.