آخر الأخبار

أسرار العقل الباطن وكيفية التعامل معه

العقل الباطن هو وعاء أو حاوية تحتوي على جميع المشاعر والأحاسيس والانفعالات والأفكار والذكريات التي تمر على الإنسان أو مرت عليه.


أسرار العقل الباطن وكيفية التعامل معه


يتعامل الناس مع العقل الباطن معاملة تلقائية بدون تدخل يدوي أو ذهني بشكل مباشر، ولكن قد يستخدم أحدهم عقله الباطن بشكل سليم والآخر يستخدمه بشكل خاطئ؛ مما يؤثر بالطبع على مدى تفاعلنا مع الشعور والأفكار والذكريات!

فقد يقوم الشخص الأول بتخزين معلومات إيجابية (مثال:- تخزين الذكريات الجميلة والمشاعر الصادقة الجميلة) فهذا بالطبع سوف يؤثر على شخصيته وتعاملاته مع الآخرين بالإيجاب، وهذا يسمى بالشخص السويّ الإيجابي الطيّب.

وقد يقوم الشخص الثاني بتخزين معلومات سلبية (مثال:- تخزين الذكريات السوداء والمشاعر السلبية والسيئة) فهذا بالطبع سوف يؤثر على شخصيته وتعاملاته مع الآخرين بالسلب، وهذا يسمى بالشخص السلبيّ البغيض السيّء، ويكون هذا الشخص غير سوي، حتى مع نفسه، سوف يعامل نفسه بشكل سيء ويقوم دائما بجلد الذات.


قوة العقل الباطن

طبيعة الأفكار

إذا حاول الشخص التفكير بصورة إيجابية في شيء ما مثلا، فإن تفكيره سوف يقوده إلى الأفكار السلبية والجانب السيء من هذا الشيء..

وهذا ناتج عن أن هذا التفكير ليس من العقل الواعي الذي نتحكم فيه، إنما هو من العقل اللاواعي (العقل الباطن).

وللتغلب على هذا التفكير السيء بدون تحكم منا، فينبغي علينا أن نستخدم الأنشطة والفعاليات التي تجعلنا نشعر بالسعادة والرضا، حتى يكون هذا الشعور شعورًا تلقائيًّا، حيث تختزن هذه المشاعر في العقل الباطن، ثم تنعكس على أسلوب التفكير.

العفوية

إن التصرفات العفوية التي تصدر منا ليست من البيئة المحيطة بنا -كما يعتقد الكثيرون-، ولكنها تصدر من قوة العقل الباطن.

فهل تساءلت يومًا عندما تتصرف تصرفات عفوية:

  • لماذا فعلت هذا وذاك؟
  • كيف فعلت ذلك؟
  • هل أنا من قمت بهذا الفعل؟
  • هل هذه التصرفات تصدر مني؟

والجواب يكمن في عقلك الباطن، هذه التصرفات تصدر من عقلك الباطن أو العقل اللاواعي، فلا يكون لك دخل فيها، ولا تستطيع التحكم بها، فهي تصدر بشكل تلقائي، فهذه التصرفات يتم تخزينها في العقل الباطن.

إيجابية الكلام

هناك عبارات وجُمل إيجابية يمكننا استخدامها للتعامل مع العقل الباطن بإيجابية..

مثل:- أنا قوي - أنا أفضل - أنا أجمل - أنا ناجح - أنا متفوق - أنا مجتهد، إلخ....

إن تكرار هذه العبارات بشكل مستمر وتصديقها يجعلك واثقا بنفسك، ويجعلك قويًّا بشكل كافي!

لأن التكرار والتصديق بتلك العبارات يجعل عقلك الباطن يصدقها أيضًا، وبذلك تتعامل بشكل إيجابي مع عقلك الباطن، إضافة إلى عملك على تحقيق تلك العبارات فعليا على شخصيتك (إن لم تكن لديك هذه الصفات).


تقنيات التواصل مع العقل الباطن

دعونا نأخذ رحلة إلى أعماق الوعي!

منذ فجر التاريخ، سعي الإنسان لفهم غموض العقل الباطن، ذلك الكيان الخفي الذي يحرك دوافعنا وأفكارنا دون وعي منا.

ولطالما حلم الإنسان بامتلاك مفتاح التواصل مع هذا العالم الداخلي؛ للاستفادة من طاقاته الهائلة وتحقيق أهدافه وآمال.


في رحلتنا اليوم في هذا المقال، سنغوص في أعماق الوعي لاستكشاف تقنيات التواصل مع العقل الباطن،

ونتعرف على أسراره وطرق تحفيزه لخدمة أهدافنا.


أبواب التواصل مع العقل الباطن:

1. التأمل.. رحلة إلى أعماق الوعي:

التأمل هو أداة بسيطة وفعالة للتواصل مع العقل الباطن، يُساعدنا على الدخول في حالة استرخاء عميق، وتصفية الذهن من الأفكار المُشتتة، وصوله إلى حالة من الهدوء الداخلي.


خلال التأمل، يُصبح عمل أنماط الدماغ بطيء وأكثر انتظامًا؛ مما يسمح بوصولنا إلى مستوى أعمق من الوعي، حيث تُصبح أفكار العقل الباطن أكثر وضوحًا.


للاستفادة من التأمل في التواصل مع العقل الباطن، من المهم عمل الآتي:

  • اختيار مكان هادئ ومريح.
  • الجلوس في وضعية مريحة.
  • التركيز على التنفس العميق
  • مراقبة الأفكار دون محاولة التحكم بها.


2- أحلام اليقظة.. رحلة إلى عالم الخيال:

أحلام اليقظة هي حالة من الوعي المُتغير، حيث نكون حاضرين في العالم الخارجي، لكن في نفس الوقت ننشغل بأفكارنا وخيالاتنا.


تُعد أحلام اليقظة أداة قوية للتواصل مع العقل الباطن، فهي تُتيح لنا الوصول إلى أفكارنا ومشاعرنا المُخبأة، وتُساعدنا على حل المشكلات واتخاذ القرارات.


للاستفادة من أحلام اليقظة في التواصل مع العقل الباطن، من المهم عمل الآتي:

  • اختيار مكان هادئ ومريح.
  • التركيز على أفكارنا وخيالاتنا دون تقييد.
  • كتابة أفكارنا بعد الاستيقاظ.


3- الكتابة التعبيرية.. سلاح قوي للتواصل:


تُعد الكتابة التعبيرية أداة فعالة وسلاح قوي للتواصل مع العقل الباطن، فهي تُتيح لنا التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا بحرية، وتُساعدنا على فهم أنفسنا بشكل أفضل.


عند كتابة أفكارنا ومشاعرنا، نُخرجها من عتمة العقل الباطن إلى نور الوعي؛ مما يُساعدنا على تحليلها وفهمها بشكل أوضح.


للاستفادة من الكتابة التعبيرية في التواصل مع العقل الباطن، من المهم كتابة كل ما يخطر على بالنا دون تحرير أو تقييد، والتركيز على المشاعر التي تُثيرها الكتابة.


التنويم المغناطيسي.. أعماق العقل الباطن:

يُعد التنويم المغناطيسي أداة قوية للتواصل مع العقل الباطن، حيث يُمكن من خلاله الوصول إلى مستوى عميق من الوعي، وتغيير المعتقدات والأنماط السلوكية المُقيدة.


يتم التنويم المغناطيسي من خلال إدخال الشخص في حالة استرخاء عميق، وتوجيهه باستخدام الكلمات والإيحاءات؛ مما يسمح بوصولنا إلى العقل الباطن بشكل مباشر.


يُستخدم التنويم المغناطيسي لعلاج العديد من المشكلات النفسية..

مثل القلق والاكتئاب،

وكذلك لتحسين الأداء الرياضي،

والتخلص من العادات السيئة.


نصائح لتعزيز التواصل مع العقل الباطن:

الممارسة المنتظمة:

كلما مارست تقنيات التواصل مع العقل الباطن بشكل منتظم، كلما زادت قدرتك على الوصول إليه وفهمه.


الصبر:

لا تتوقع نتائج فورية، فالتواصل مع العقل الباطن يتطلب الصبر والمثابرة.


الإيمان:

آمن بقدرتك على التواصل مع عقلك الباطن، فالإيمان هو مفتاح النجاح في أي مسعى.


الإيجابية:

حافظ على تفكيرك إيجابيًا، فالأفكار الإيجابية تُحفز العقل الباطن على العمل بشكل أفضل.


وفي الختام..

فإن التواصل مع العقل الباطن يُعد أداة قوية لتحقيق أهدافنا وآمالنا، فهو يُتيح لنا الوصول إلى طاقاتنا الداخلية الهائلة، وتغيير المعتقدات والأنماط السلوكية المُقيدة.


من خلال ممارسة تقنيات التواصل مع العقل الباطن بشكل منتظم، والمثابرة والصبر، يمكننا تحويل حياتنا إلى أفضل.


أحمد الأصلي
أحمد الأصلي
أحمد الأصلي: رائد أعمال وخبير تربوي. رئيس مجلس إدارة موقع سبأ نيوز. مؤسس أكاديمية التدريس. مؤلف كتاب "درب المعلم المثالي". محاضر دورة التدريس أونلاين ودورة التعلم المثمر، ومنشئ محتوى علمي، وله عدة مقالات في المجال التربوي تم نشرها في الجرائد والمجلات المصرية. وهو أيضا مؤسس ومدير مؤسسة "مُسْلِمُونْ" لتنمية الوعي الديني والشرعي للمسلم والتوعية بتعاليم الإسلام لغير المسلم. حاصل على بكالوريوس في العلوم والتربية من كلية التربية جامعة الأزهر بنين بالقاهرة.
تعليقات