حوار: آيات مصطفى
الدكتورة رشا مجاهد شخصيةً ملهمة تجمع بين العلم والإبداع. حازت على درجة الدكتوراه من كلية الآداب، وتمتلك خلفية ثقافية واسعة، وتقدم العديد من الاستشارات .فهي مؤلفة وباحثة، كما تمثل نموذجًا يُلهم الشباب للمداومة على الدراسة والسعي لتطوير أنفسهم. فهي تتميز بالصبر وحب العلم والإبداع، وينعكس ذلك على رغبتها الشديدة في الاستمرار في التعلم والتطور.
إلى جانب ذلك، تمتلك الدكتورة رشا شغفًا بالإعلام الاجتماعي، حيث تسعى لنشر المعرفة والوعي بمواضيع متنوعة. كما تمثل نموذجًا يُحفّز الشباب على الاستمرار في التعلم وتطوير أنفسهم.
لذا، دعونا نستلهم من الدكتورة رشا مجاهد ونتبع خطاها في رحلة التعلم المستمر والتطوير الذاتي. لنكن مثلها، نبحث عن الفرص ونستمر في تطوير مهاراتنا، لنحقق النجاح في حياتنا الشخصية والمهنية.
- بداية يا دكتورة رشا عرفينا عن شخصك الكريم في عدة نقاط
أنا رشا عبد المجيد أحمد مجاهد الشهيرة ب رشا مجاهد حاصلة على دكتوراه في الإعلام الاجتماعي تخصص إعلام مرئي، ومتخصصة في الشؤون الثقافية والإعلامية، باحثة خبيرة في العديد من المراكز البحثية المتخصصة و مراكز قياس الرأي العام، ودارسة للعلوم الشرعية و حاصلة على العديد من الإجازات الشرعية.
- ما هي أحلامك وتطلعاتك الشخصية؟
حلمى أن تكون كلماتي خفيفة رشيقة تحتضن القلوب قبل العقول.
- ما هي الكتب التي أثرت فيك شخصيًا وأثرت في أسلوب كتابتك؟
القرآن الكريم هو منهج حياة شكل أخلاقي وعدل كثيرًا من سمات سلبية في شخصيتي كما تأثرت بمفرداته وأساليبه في كتاباتي.
- هل لديك أي نصائح للكتّاب الشبان الذين يسعون لتطوير مهاراتهم الأدبية؟
القراءة ثم القراءة لا تترك كتابًا في أي مجال حتى لو لم يكن تخصصك كل المجالات تفيدك في كتابتك فعندما تكتب قصه مثلا يجب أن تكون ملمًا بكل فروع المعرفة السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية، كما أؤكد على أن يكون لديهم معرفة بكل التطورات التكنولوجية حتى يستطيعوا كتابة مؤلفاتهم بأنفسهم وتنقيحها وتنسيقها دون الرجوع لدور النشر كما يجب أن يكون لديهم اطلاع على كل ما يطرأ في مجال الذكاء الاصطناعي وان شاء الله قريبًا في كتابي القادم سيكون هناك مجموعة من برامج الذكاء الاصطناعي التي تفيد الكتاب وتقلل من اهدار الوقت والجهد الضائع ليتفرغ للكتابة والابداع.
- ما هي أهم القيم والمبادئ التي توجهك في حياتك وكتاباتك؟
الصدق فكلما كنت صادقًا وصلت كلماتك للقلوب ورسخت في النفوس وكان لك مفعول السحر.
- هل هناك مشروع أدبي أو فني تحلمين بتحقيقه في المستقبل؟
أحلامي ليس لها حدود في مجال الكتابة ولكن حلمي الآن هو كشف النقاب عن الوجه الحقيقي للماسونية من خلال سلسلة كاملة عن الماسونية وأهم أذرعها التي أطلقتها في العالم.
كما تعاقدت مع كبرى دور النشر في مصر على كتابين جديدين أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والآخر عن الالحاد ادعو الله ان يكون عملا خالصًا لوجه الله وأن يكونا في خدمة دين الله سبحانه وتعالى.
- ما هي أهم القيم والمبادئ التي توجهك في حياتك وكتاباتك؟
جبر الخواطر هي قيمة تعلمتها من فترة قريبة إلا أني أجد أثرها في كل خطوة من خطوات حياتى فكلما جبرت خاطر انسان تشعر بقيمة الإنسانية داخلك وتهدأ نفسك، ومبدأي الأول في الحياة والذي وصلت إليه بعد تجارب كثيرة أن ليس لنا إلا الله ولا فاعل في الكون إلا هو وليس لنا من الأمر شيء.
- ما هي أبرز اللحظات التي أثرت في مسيرتك المهنية؟
كثيرة هي اللحظات ولكن أكثرها لحظات الخذلان فلقد كانت قوة دفع قوية جدًا ولم تكن أبدًا نهاية طريقي ودائمًا كنت أنظر لتلك اللحظات أنها نهاية لطريق خاطيء وبداية لطريق مليء بالأنوار.
- ما هو الكتاب الذي أثر فيك شخصيًا وأثر في أسلوب كتابتك؟
كل كتب د. مصطفى محمود ذلك السهل الممتنع تلك الكلمات النابضة بروح البساطة والمفعمة بعمق الفلسفة وأنا قارئة مستمتعة وكاتبة عاجزة أمام هذا الأسلوب البسيط العميق.
- ما هي هواياتك واهتماماتك خارج مجال الكتابة والبحث؟
بحب الزراعة جدًا بحكم إنى في الأصل فلاحة وكأن الأرض مغروسة داخلي وأجد نفسي بين أغصان شجيراتي الصغيرة أشعر بصوتها يدق أعماقي بقوة وأشم رائحة حبها لي.
- ما هي النصائح التي تود أن تشاركها مع الشباب الذين يسعون لتطوير أنفسهم؟
تأكد أن لديك قدرات كبيرة فقط ابحث داخلك وتعلم في كل المجالات اطرق كل باب فالتعليم أصبح مجاني على الانترنت لا تنتظر الفرصة تدق بابك وأنت على صفحات التواصل الاجتماعي احفر بمخالبك في كل المواقع المفيدة وتعلم ستجد ذاتك في جانب ما مخبأ فقط كل ما تحتاجه هو المحاولة والله الموفق.
- في عالم مليء بالتغييرات السريعة، يجب أن يكون التعلم والتطوير جزءًا أساسيًا من حياتنا. فالمعرفة لا تقتصر على الجامعات والمدارس، بل يمكن أن تأتي من مصادر متعددة، مثل الكتب والمقالات والمحاضرات والتجارب الشخصية والكورسات الخاصة والمنح المدعمة يجب أن نطور من انفسنا دوما و باستمرار لكي نستطيع مواكبة الأحداث فما رأيك الشخصي حيال هذا الموضوع؟
لم تؤثر فينا الجامعات والمدارس بقدر ما أثرت فينا كتابات حفرها أصحابها بدقة وترتيب داخل صدورنا المفعمة بحب الحياة، ولا زلنا نقرأ ولم ولن نتخل عن الكتاب ما حيينا كما أني لا زلت مع كبر سني أتطلع لكل ما هو جديد وأتعلم وسأتعلم فالعلم ليس له نهاية.
- نريد أن تحدثينا قليلا عن مؤلفك السابق فما هي الرموز والأسرار التي ناقشها كتابك؟
الماسونية رمز لقوى الشر الخفية وهي كلها أسرار ولذلك فلقد تعمدت في كتابي أن أستشهد في كل كلمة بمرجع وأكثر حتى أكون صادقة ومنصفة ويقتنع القارئ بأني على الحياد منها وأني أنظر لها بمنظور العدل حتى تثبت عليها الاتهامات الموجهة إليها ويقابلها التصوف فهو كله رموز وهو لغز كبير لا يسبر أغواره إلا من ذاق وعرف ولذلك أجد متعة كبيرة في هذا الكتاب الذي يفك شفرات كثيرة تثار داخل نفوس الناس.
- هل يمكنك توضيح العلاقة بين الماسونية والتصوف؟
الماسونية غرست أظفارها وأنيابها في كل ما هو طيب نقي محاولة قتله أو تلويثه وهذا ما فعلته في التصوف فلقد تغلغلت بين صفوف أبنائه ونشرت بوسائلها الخبيثة مظاهر مشينة وللأسف تبناها العوام من الناس على اعتبار أن في ممارستها قربى إلى الله والسبب في هذا الكره للتصوف أنه كان الصخرة التي تحطمت عليها آمال وأحلام الماسونية في هدم الأديان.
- ما هي الأجندات السرية التي تتناولها في كتابك؟
كما ذكرت الماسونية سر كبير أتمنى أن أكون من خلال كتابي قد استطعت فك بعض رموزها
- هل شاركتي قصصًا حقيقية أو أمثلة عن الشخصيات الماسونية والتصوفية؟
من أهم القصص التي تضمنها الكتاب قصة نشأة الماسونية وكيف بدأت كفكرة لتنطلق بمخالبها تسعى لدق جذورها في كل مكان بالعالم، كما تضمن الكتاب ذكر لأهم مؤسسيها وأسماء شخصيات عربية ومصرية انضمت للمحفل الماسوني وكذلك أهم محافلها على مستوى العالم العربي ومصر، وتضمن الكتاب قصص لأهم المجاهدين المسلمين الذين وقفوا في وجه الماسونية من المتصوفة.
- ما هي الأبحاث والمصادر التي قمت بالاستناد إليها أثناء كتابة الكتاب؟
اعتمدت على الكثير من المراجع العلمية والأغلب منها كان أجنبي حتى أكون حيادية في معالجة الموضوع ولا أنقل الصورة العربية والإسلامية المتحيزة ضد الماسونية ولم يفوتني أن أرجع لأستاذنا الكبير عبد الوهاب المسيري والذي كانت له مؤلفات في الماسونية.
- ما هي الرسالة التي ترغبين في نقلها من خلال كتابك؟
الانتباه لما حولنا وما يحاك لنا من مؤامرات لتدمير ثوابتنا.
- هل تعتقدي أن هناك تأثيرًا للماسونية والتصوف على المجتمعات الحديثة؟
الماسونية والتصوف يسيران في اتجاهين متضادين ولكل منهما تأثير قوي على المجتمع
الماسونية المدعومة بالعلم والدقة والاتقان تسعى لهدم كل القيم والثوابت في العالم
التصوف يسعى لنشر الحق والخير ولكنه مهتريء من الداخل ومشوه من الخارج .
- هل لديك توصيات للقراء الذين يهتمون بالموضوعات الروحية والتاريخية؟
اعملوا العقل في كل ما تقرأوه وافهموا المعاني بعين قلوبكم.
- هل تعتقدي أن هناك تداخلًا بين الأديان والمعتقدات السرية؟ (تداخل بين الأديان والجمعيات السرية)
الجمعيات السرية تم تأسيسها للقضاء على الأديان ومن يقرأ الكتاب يدرك كم الحروب التي قامت على المسيحية والإسلام وكيف اتهمت تلك الجمعيات السرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا عيسى عليه السلام بأنهما دجالين.
- ماهي الأمور التي تمنيتِ أن تتناوليها في الكتاب ولم تستطيعي؟
كنت محددة منذ بداية الاعداد للكتاب أن أتناول نقاط معينة لكي أستطيع تغطيتها جميعا والحمد لله وفقني الله في ذلك وسأتناول تباعا في سلسلة من الكتب أجهز لها الآن الماسونية ومعاولها الأساسية في العالم ولكن أتركها مفاجأة للقارئ العزيز.
- كيف أثرت دراسة العلوم الشرعية على فهمك للقرآن والسنة النبوية؟
الحمد لله أن هداني الله لدراسة العلم الشرعي وهو شرف كبير فاقتربت من جمال اللغة العربية التي كانت البداية لدراسة التفسير وفهم معاني القران الكريم للرد على المضللين، كما درست علوم الحديث ووسائل معرفة درجات الحديث وأن الأحاديث التي يصح الاستدلال بها هي ذات السند الصحيح، ودرست الفقه والعقيدة والمواريث وغيرها من العلوم الشرعية التي نقلتني إلى عالم واسع رحب أدعو الله أن يثبتني عليه.
كما أن دراسة العلوم الشرعية تمثل رحلة معرفية مهمة، وقد أثرت بشكل كبير في حياتي .
فقد وفقني الله للدراسة في المركز الثقافي الإسلامي ومعهد الدراسات الإسلامية ولقد كان لها عظيم الأثر في نفسي حيث قربت بيني وبين القرآن الكريم وجعلتني أنذر معظم وقتي لأكون معه حفظًا وتلاوة كما غيرت كثيرًا من أولوياتي وأصبحت متعتي في الحياة قراءة كتاب في العلوم الشرعية أو حضور دروس العلماء أو الحصول على دورات تخصصية في العلوم الشرعية.
- هل ترغبين بالعمل في مجال الوعظ والإفتاء؟ وكيف يساعدك تخصصك في ذلك؟
ارغب أن أخدم ديني بكل ما أوتيت من قوة وفي أي مكان يضعني الله فيه والحمد لله أن هداني الله لدراسة الإعلام حتى أستطيع أن أدعو إلى الله ولكن بأساليب دعوية سليمة وفق أسس منهجية إعلامية وهي مفاجأة سأعلن عنها قريبًا وسيكون لجريدتكم المميزة السبق في ذلك .
في ظل تلك الأمسية الهادئة، التي تبادلت فيها الكلمات مع الدكتورة الراقية رشا مجاهد،. كانت عيناها تتلألأ ببريق الإلهام، وكلماتها تتساقط كأوراق الخريف الملونة.فكل كلمة معها كان لها آثر في نفسي ولامست قلبي.
تأملت كلماتها، وكأنها تنبعث من قلب مليء بالحكمة والشغف.
ثم أضافت: "الكتابة هي رحلة داخلية، تأخذنا من الظلام إلى النور، من الصمت إلى الصوت، من الشك إلى اليقين."
انتهى الحوار مع الدكتورة رشا بابتسامة وداعٍ. ولم يكن هذا مجرد حوار، بل كان لقاءً مع الجمال والفلسفة والإلهام.