د: رامى الأنور
فشل الجزء الثاني في أن يكون فيلم ملحمي مثل الجزء الأول، الفيلم جيد ولكنه ليس بقوة سابقه..فما السبب؟!!
في السطور القليلة القادمة سنستعرض أهم أسباب عدم نجاح الجزء الثاني من فيلم Gladiator النجاح الكافي….
١- القصة:
حاول المؤلف هنا أن يقدم قصة مختلفة عن الجزء الأول ويبتعد قدر المستطاع عن خط السير الخاص بأحداث شخص مرموق تم إذلاله ثم عاد لينتقم (الستايل الخاص بأحداث مونت كريستو وما يشابهها) ونجحوا بالفعل في صنع قصة مختلفة، ولكن وهم في طريقهم لعمل هذا الاختلاف جعلوا القصة غريبة ويصعب هضمها، وقاموا بختامها بنهاية ضعيفة للغاية.
من المشاكل والثغرات الرئيسية بالقصة هي وجود الإمبراطورين التوأم..من المفترض أن فرق الأحداث بين الجزأين ١٦ سنة فقط كما ذُكر بالفيلم، وهذه المدة من الزمن ليست بالكبيرة، ومن المفترض أيضًا أن الجزء الأول انتهى بعودة الحكم لمجلس الشيوخ لكي يعيدوا الجمهورية والجيش معهم وسيساعدهم في ذلك..فكيف وصل للحكم اثنان بهذه العقلية التافهة وأحدهم مجنون، وليس هذا فقط وإنما أيضًا تم ذكر أنهم يحكمون منذ مدة لأن الشعب يكرههم….وهذه هي أكبر ثغرات الفيلم لأنه كان يجب أن تخبر المشاهد كيف وصل هذان الإمبراطوران للحكم في حوالي عشر سنوات فقط!!
ما حدث باختصار هو أن المؤلف نسخ أسماء أباطرة حقيقيين ووضعهم في الفيلم دون أدنى محاولة منه أن يجعل القصة واقعية ومقنعة، مع أنه كان من الممكن أن ينسخ كيف وصل والد التوأم للحكم من التاريخ ويذكره في الفيلم، ولكن هذا ما يسمى بالكتابة الكسولة (Lazy Writing).
٢- الموسيقى التصويرية:
الجزء الأول كانت الموسيقى من العبقري "هانز زيمر" والمفاجأة أنه لم يحصل على جائزة الأوسكار سنتها مع أنه كان يستحق، هنا نجد أن الموسيقى جيدة ولكنها ليست موسيقى أسطورية مثل الجزء الأول….حتى أنه لم يتم استخدام موسيقى "زيمر" في أي مشهد بهذا الفيلم، وهذا لاختلاف الشركات المنتجة بين الجزأين.
٣- أداء الممثلين:
"دينزل واشنطن" هو فاكهة هذا الفيلم، إبداع من أول مشهد لآخر مشهد له..أدى دور نخَّاس العبيد كما يقول الكتاب.
"بول ميسكال" ممثل جيد وقادم بقوة في هوليوود.
"بيدرو باسكال" أدى المطلوب منه بإقناع شديد، وإن كنا ننتظر منه أن يضيف لمسة خاصة على الدور تجعله يعلق بالذاكرة.
"كوني نيلسون" استمرار لأدائها الهادئ في الجزء الأول دون تغيير.
٤- الإخراج:
لا يمكن لأحد أن يقول على إخراج "ريدلي سكوت" أنه سيء، ولكن كبر سنه جعله يغفل عن بعض التفاصيل التي كان من الممكن أن تحول الفيلم إلى جزء ثان قوي لفيلم أسطوري.
تقييم عام للفيلم: ٧ / ١٠