آخر الأخبار

رحلة أدبية مع الكاتب أحمد سعدي.. من الألم إلى الأمل في رواية 'حاربت يومًا معه'

حوار: آيات مصطفى


في عالم الأدب، يظل كل كاتب يحمل بصمته الخاصة التي تنشأ من تجاربه الشخصية، رؤيته للحياة، ورؤيته للواقع الاجتماعي والإنساني. ونحن الآن في قلب فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب2025، ذلك العُرس الثقافي السنوي الذي يجمع الأدباء والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، حيث تلتقي الأفكار وتتنافس الإبداعات في هذا الحدث الكبير. 

رحلة أدبية مع الكاتب أحمد سعدي.. من الألم إلى الأمل في رواية 'حاربت يومًا معه'

ونلتقي من داخل المعرض مع الكاتب المصري أحمد سعدي، الذي لا يعتبر الكتابة مجرد هواية، بل وسيلة لفهم الذات والمجتمع. 

ومن خلال هذا الحوار، نعرف منه كيف يشكل الأدب جزءًا من رسالته في الحياة، وكيف تعكس رواياته قضايا إنسانية معاصرة. دعونا نغوص في رحلة أحمد سعدي الأدبية، نتعرف على تجربته، فلسفته، ورؤيته للكتابة والأدب في عالمنا اليوم.

- أستاذ أحمد عرفنا عن نفسك باختصار من هو أحمد سعدي كإنسان وكاتب؟ وكيف تصف نفسك في بضع كلمات؟

أنا أحمد سعدي، إنسان بسيط يقدّر تفاصيل الحياة اليومية، وكاتب يجد في الأدب وسيلة لفهم الذات والمجتمع. أصف نفسي بأنني شغوف بالحقيقة، وباحث دائم عن العدالة والمعاني العميقة التي تشكّل عالمنا.


- متى بدأت علاقتك بالكتابة، وهل كان هناك حدث معين أو شخص ألهمك للدخول في عالم الأدب؟

بدأت علاقتي بالكتابة في سن مبكرة، ربما في أواخر المراهقة، حين كنت أحاول التعبير عن أفكاري من خلال قصص قصيرة. الحدث الذي ألهمني كان لقاء مع أستاذ للغة العربية في المدرسة، شجعني على القراءة للأديب نجيب محفوظ، وعلّمني أن الكلمة المكتوبة تحمل قوة عظيمة لتغيير القلوب والعقول.

رحلة أدبية مع الكاتب أحمد سعدي.. من الألم إلى الأمل في رواية 'حاربت يومًا معه'

- كيف تجد التوازن بين حياتك الشخصية كمواطن مصري وحياتك الأدبية ككاتب؟

أحاول دائمًا أن أعيش بتوازن، حيث أستمد من الحياة اليومية أفكاري وإلهامي، وأحاول أن أكون قريبًا من قضايا الناس. الكتابة بالنسبة لي ليست هروبًا من الواقع، بل أداة لفهمه.


- هل كنت دائمًا مهتمًا بالأدب الاجتماعي، أم أن اهتماماتك الأدبية تنوعت مع مرور الوقت؟

الأدب الاجتماعي كان دائمًا محور اهتمامي لأنه يعكس واقع الناس. لكن مع الوقت، بدأت أتناول قضايا أخرى مثل الصراع الداخلي، والأسئلة الفلسفية عن وجود الإنسان.


- هل هناك كتاب أو كتّاب كان لهم تأثير كبير في تشكيل أسلوبك الأدبي؟

بالطبع، تأثرت بكتابات نجيب محفوظ، طه حسين، ويوسف إدريس. من الأدب العالمي، ألهمتني أعمال دوستويفسكي وإرنست همنغواي. كل منهم ساعدني في صياغة رؤيتي الخاصة.


- كيف تصف أسلوبك الكتابي؟ وهل تفضل الكتابة في مجال معين أم أنك تجد نفسك متنوعًا في اختياراتك الأدبية؟

أسلوبي يميل إلى البساطة والتعبير عن المعاني العميقة بطريقة تصل إلى الجميع. أفضل الكتابة عن القضايا الاجتماعية والسياسية، ولكن أحيانًا أجد نفسي منجذبًا إلى الكتابة الفلسفية أو حتى الرومانسية.


- هل الكتابة بالنسبة لك هي مجرد هواية أم أنها جزء من رسالتك في الحياة؟

الكتابة بالنسبة لي أكثر من مجرد هواية، إنها رسالة، ومسؤولية تجاه مجتمعي. أؤمن أن الكاتب له دور في توثيق الحقائق والتعبير عن آمال وآلام الناس.


- كيف ترى الأدب العربي المعاصر اليوم، وما هي التحديات التي يواجهها الكتّاب في التعبير عن قضايا المجتمع؟

الأدب العربي المعاصر يمر بمرحلة تطور مهمة، لكنه يواجه تحديات مثل الرقابة، ضعف القراءة، وضغوط السوق التجارية. مع ذلك، هناك كتاب مبدعون يسعون لكسر هذه القيود.


- هل هناك تجربة معينة في حياتك غيرت رؤيتك للأدب والكتابة بشكل عام؟

نعم، كنت شاهدًا على حادثة ظلم كبير تعرض لها صديق، جعلتني أدرك أهمية الكتابة كوسيلة للوقوف ضد الظلم وإيصال صوت المظلومين.


- كيف ترى دور الكاتب في المجتمع؟ وهل تعتقد أن الأدب يمكنه إحداث تغيير حقيقي في الواقع؟

دور الكاتب أساسي في إلقاء الضوء على قضايا المجتمع وتحريك الوعي. أؤمن أن الأدب قادر على إحداث تغيير، لأنه يبدأ بتغيير الأفكار، وهذا يؤدي في النهاية إلى تغيير الواقع.


- ما هي طقوسك الخاصة أثناء الكتابة؟ وهل تجد الإلهام في أماكن أو أوقات معينة؟

عادةً أكتب في الصباح الباكر عندما يكون عقلي صافياً. أحب الجلوس قرب نافذة مطلة على الشارع، لأن حركة الناس تلهمني دائمًا.


- متى بدأت فكرة كتابة رواية "حاربت يومًا معه" المشاركة بمعرض الكتاب لهذا العام وكيف تطورت مع مرور الوقت؟

الفكرة بدأت منذ أحداث السابع من اكتوبر، عندما كنت أقرأ عن معاناة أهل غزة، وشعرت بضرورة تسليط الضوء على الجانب الإنساني للحرب. تطورت الرواية بعد الكثير من البحث والمشاهدات ومتابعة الأخبار.


- على حد قولك أن الرواية تتناول شخصية طبيب مصري شارك في حرب غزة. فما الذي دفعك لاختيار هذا الموضوع تحديدًا؟

اخترت هذا الموضوع لأنني أردت أن أظهر كيف تؤثر الحروب على الإنسانية، خاصة عندما يكون هناك أبطال حقيقيون مثل الأطباء الذين يضحون بحياتهم لإنقاذ الآخرين.

رحلة أدبية مع الكاتب أحمد سعدي.. من الألم إلى الأمل في رواية 'حاربت يومًا معه'

- هل كان لديك تجربة شخصية أو معرفة قريبة بالأحداث التي جرت في غزة، أم أن ذلك كان نتيجة بحث ودراسة؟

لم أعش الأحداث بشكل مباشر، لكنني أجريت الكثير من البحث، وقرأت شهادات الناجين، وتابعت مدى ألم وقسوة الحرب على أخواننا في غزة عبر الأخبار والفعاليات ونقل الإعلام للأحداث الواقعية من داخل بلدنا الشقيق فلسطين الأبيه. 


- كيف ترى تأثير الحروب على الشخصيات الإنسانية داخل المجتمع؟ وهل تجد أن الرواية تعكس هذا التأثير بشكل واقعي؟

الحروب تترك أثرًا عميقًا على النفوس، تكسر البعض وتبني آخرين. أعتقد أن الرواية تعكس هذا التأثير بواقعية، لأنني حاولت نقل المشاعر الإنسانية كما هي.


- ما الذي تود أن يصل للقارئ من خلال قصة الطبيب المصري في هذه الرواية؟

أريد أن يفهم القارئ قيمة الإنسانية والتضحية، وأن يدرك أن الأمل يمكن أن يولد حتى في أحلك الظروف.


- كيف تطورت شخصيات الرواية بشكل عام، وخاصة شخصية الطبيب؟ وهل هناك شخصيات مستوحاة من الواقع؟

شخصية الطبيب تطورت من شاب عادي إلى بطل حقيقي، نتيجة للأحداث التي واجهها. بعض الشخصيات مستوحاة من أشخاص حقيقيين قرأت عنهم وعن معاناتهم من ويلات الحرب .


- ما هو الدور الذي تلعبه اللغة والأسلوب الأدبي في إيصال الرسالة الاجتماعية للرواية؟

اللغة هي المفتاح لتوصيل الرسالة، لذا حاولت أن تكون سهلة لكنها تحمل عمقًا. الأسلوب كان مزيجًا بين السرد الواقعي والرمزي.


- هل يمكنك أن تحدثنا عن التحديات التي واجهتها أثناء الكتابة وكيف تغلبت عليها؟

أكبر تحدٍ كان نقل معاناة الناس بدقة دون استغلال مآسيهم. تغلبت على ذلك من خلال الاستماع للكثير من الشهادات والعمل بحساسية شديدة.


- ما هو الهدف الأدبي الذي تسعى لتحقيقه من خلال نشر هذه الرواية؟

هدفي أن أرفع وعي الناس بما يحدث في المناطق المنكوبة، وأن أشجعهم على التحلي بالإنسانية مهما كانت الظروف.


- هل ترى أن الرواية تقدم نقدًا اجتماعيًا أو سياسيًا لما يحدث في العالم العربي؟ وكيف تتعامل مع هذه القضايا؟

بالتأكيد، الرواية تقدم نقدًا للأنظمة التي تقف دون مساعدة أو تدخل أمام المآسي، وتحاول أن تفتح نقاشًا حول دورنا كأفراد ومجتمعات.


- بما أن الرواية ستنشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، كيف ترى دور المعرض في دعم الكتاب العرب وتعريف الجمهور بالأدب العربي المعاصر؟

معرض القاهرة الدولي للكتاب هو منصة رائعة لدعم الكتّاب وربطهم بجمهورهم، كما أنه فرصة لتبادل الثقافات والتعرف على أفكار جديدة.


- هل هناك جزء من الرواية أو حدث معين شعرت أن الكتابة عنه كان له تأثير شخصي كبير عليك؟

نعم، مشهد يتعلق بفقدان أحد الشخصيات أثناء محاولتها إنقاذ طفل في الحرب. الكتابة عن ذلك الحدث أثرت فيّ عاطفيًا بشكل كبير.


- هل توجد مشاريع أدبية أخرى في المستقبل تتعلق بنفس الموضوع أو فكرة مشابهة؟

أفكر في كتابة رواية عن معاناة اللاجئين، لأنها قضية إنسانية تستحق المزيد من الاهتمام.


- كيف كان التعاون مع دار "وعد للنشر والتوزيع" خلال إعداد الرواية للنشر وهل تعاملت معها في سابقة أعمالك الأدبية؟

كان التعاون مثمرًا جدًا، وفريق دار وعد للنشر دعم الرواية بكل الوسائل الممكنة. لم يكن هذا أول تعاون معهم، بل سبق أن نشرت معهم أعمالاً أخرى.


- هل يمكن أن نتوقع تحويل الرواية إلى عمل سينمائي أو درامي في المستقبل؟

أعتقد أن الرواية تحتوي على عناصر درامية قوية، لذا أرحب بفكرة تحويلها إلى عمل سينمائي إذا أتيحت الفرصة المناسبة.


في ختام هذا الحوار مع الكاتب أحمد سعدي، نجد أن الأدب بالنسبة له هو أكثر من مجرد كلمات على ورق؛ إنه رسالة إنسانية تسعى لإحداث التغيير، وإبراز الحقيقة والعدالة، من خلال تجربته الأدبية، ومن خلال روايته "حاربت يومًا معه"، يواصل أحمد سعدي تقديم شهادة على قدرة الكتابة في نقل معاناة الناس وتوثيق الأحداث الهامة التي تشكل الواقع الاجتماعي والسياسي. في عالم يحتاج إلى المزيد من الأصوات المخلصة، يظل الأدب العربي المعاصر، كما يظهر من خلال أعماله، وسيلة حيوية لإلهام الأمل وفتح آفاق جديدة للتفكير والتغيير.

رحلة أدبية مع الكاتب أحمد سعدي.. من الألم إلى الأمل في رواية 'حاربت يومًا معه'

رواية "حاربت يومًا معه" ستكون متاحة للقراء في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، حيث يمكنكم العثور عليها في دار "وعد للنشر والتوزيع" داخل صالة 1، جناح A55. 

ستكون فرصة رائعة للتعرف على أحدث أعمال الكاتب أحمد سعدي واستكشاف الرواية التي تسلط الضوء على معاناة الإنسان في أوقات الحرب.



آيات مصطفى علي
آيات مصطفى علي
المدير التنفيذي لجريدة سبأ نيوز وكاتبة أدبية وصانعة محتوى لدى عدة مواقع إلكترونية
تعليقات