آخر الأخبار

هرقليون… المدينة التي غارت في أعماق البحر وظلت تتنفس التاريخ تحت الماء

كتبت: آيات مصطفى


في مكانٍ ما تحت أمواج البحر الأبيض المتوسط، قبالة سواحل أبي قير شرق مدينة الإسكندرية، ترقد مدينة فرعونية عظيمة في صمتٍ مهيب، كأنها تنتظر من يوقظها من سباتٍ دام أكثر من ألف عام. 

هذه ليست خرافة أو أسطورة أطلانتس جديدة، بل هي الحقيقة الغريبة والمثيرة لمدينة هرقليون، التي كانت ذات يوم بوابة مصر إلى العالم، ثم اختفت فجأة كما يختفي السراب.

سؤال رائع! في الواقع، "هرقليون" ليست اسم شخص كما قد يبدو، بل هو اسم مدينة قديمة، ووراء هذا الاسم قصة مثيرة مرتبطة بالأساطير والواقع معًا.  من أين جاء اسم "هرقليون"؟  يُعتقد أن اسم "هرقليون" مشتق من اسم هرقل (Heracles)، وهو بطل أسطوري شهير في الميثولوجيا اليونانية (نظيره المصري يمكن أن يكون حورس أو أحد الآلهة الحامية). تقول بعض الروايات القديمة إن هرقل (هيراكليس) مرّ بهذه المدينة خلال إحدى مغامراته الأسطورية، أو أنه بُني فيها معبد على شرفه، ولهذا أطلق اليونانيون على المدينة اسم "هرقليون" تكريمًا له.  وما اسمها الأصلي؟  الاسم المصري القديم للمدينة هو "ثونيس" (Thonis)، وكان هذا هو اسمها في الوثائق الفرعونية. عندما جاء الإغريق إلى مصر وتعاملوا مع هذه المدينة كميناء تجاري رئيسي، أطلقوا عليها اسم "ثونيس-هرقليون"، كنوع من الدمج بين الاسم المصري واليوناني.  لماذا هي مهمة؟  لأنها كانت الميناء الرئيسي لمصر على البحر المتوسط قبل بناء مدينة الإسكندرية، وكانت بوابة التجارة، ومكانًا لعبادة الإله آمون، وكانت تستقبل السفن الأجنبية، وتُقام فيها الطقوس الدينية المهمة لتتويج الفراعنة.   ---  خلاصة:  هرقليون ليست اسم شخص بل اسم مدينة.  سُميت بهذا الاسم من قِبل اليونانيين نسبة إلى البطل الإغريقي هرقل.  اسمها المصري القديم كان ثونيس، لذا تُعرف أيضًا بـ ثونيس-هرقليون.  أهميتها تعود لمكانتها كميناء رئيسي ومركز ديني وتجاري.   إذا أحببت، أقدر أضيف هذا التوضيح للمقال السابق بأسلوب سلس ومتناسق. تحب؟

مدينة من ذهب ومجد… قبل أن تبتلعها الأمواج

تصور نفسك تمشي في شوارع مرصوفة بالحجارة، تحيط بك أعمدة ضخمة، وروائح البخور تتسلل من المعابد، وأصوات الكهنة تتلو التعاويذ المقدسة. تلك كانت هرقليون – مدينة تعج بالحياة، تقف شامخة على حدود الدلتا، حيث كان نهر النيل يحتضنها وتتنفس من البحر روح التجارة والحضارة.


كانت المدينة تزخر بالمعابد والمراكز التجارية، وكانت مهدًا لعبادة الإله آمون والإلهة إيزيس، ومركزًا سياسيًا ودينيًا لا غنى عنه في طقوس تتويج الفراعنة. لم تكن مجرد مدينة، بل كانت رمزًا للقوة، للروح، وللدهشة.


وهنا يأتي السؤال من هو هرقليون ولماذا سميت المدينة الغارقة بهذا الأسم؟؟

"هرقليون" ليست اسم شخص كما قد يبدو، بل هو اسم مدينة قديمة، ووراء هذا الاسم قصة مثيرة مرتبطة بالأساطير والواقع معًا.

من أين جاء اسم "هرقليون"؟

يُعتقد أن اسم "هرقليون" مشتق من اسم هرقل (Heracles)، وهو بطل أسطوري شهير في الميثولوجيا اليونانية (نظيره المصري يمكن أن يكون حورس أو أحد الآلهة الحامية). 

تقول بعض الروايات القديمة إن هرقل (هيراكليس) مرّ بهذه المدينة خلال إحدى مغامراته الأسطورية، أو أنه بُني فيها معبد على شرفه، ولهذا أطلق اليونانيون على المدينة اسم "هرقليون" تكريمًا له.

ولكن ما اسمها الأصلي؟

الاسم المصري القديم للمدينة هو "ثونيس" (Thonis)، وكان هذا هو اسمها في الوثائق الفرعونية. 

عندما جاء الإغريق إلى مصر وتعاملوا مع هذه المدينة كميناء تجاري رئيسي، أطلقوا عليها اسم "ثونيس-هرقليون"، كنوع من الدمج بين الاسم المصري واليوناني.

لماذا هي مهمة؟

لأنها كانت الميناء الرئيسي لمصر على البحر المتوسط قبل بناء مدينة الإسكندرية، وكانت بوابة التجارة، ومكانًا لعبادة الإله آمون، وكانت تستقبل السفن الأجنبية، وتُقام فيها الطقوس الدينية المهمة لتتويج الفراعنة.

ومن هنا نعرف أن:

  • هرقليون ليست اسم شخص بل اسم مدينة.
  • سُميت بهذا الاسم من قِبل اليونانيين نسبة إلى البطل الإغريقي هرقل.
  • اسمها المصري القديم كان ثونيس، لذا تُعرف أيضًا بـ ثونيس-هرقليون.
  • أهميتها تعود لمكانتها كميناء رئيسي ومركز ديني وتجاري.


اللحظة التي تغير فيها كل شيء

ثم جاء اليوم المشؤوم… انفجرت الأرض من تحتها، ربما زلزال، ربما تسونامي، وربما لعنة وغضب من الخالق، لا أحد يعلم بالضبط، ولكن المؤكد أن المدينة بدأت تغوص ببطء في باطن البحر، كما لو أن المحيط قرر أن يحتفظ بها لنفسه، ويخفيها عن أعين البشر لأسباب لا يعرفها إلا الله جل جلاله.


القيامة من الأعماق… الكنز الذي أيقظ المدينة

وفي عام 2000، وبعد بحث دام سنوات، نجح فريق بقيادة عالم الآثار الفرنسي فرانك جوديو في إعادة المدينة إلى النور، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة للمسح الجيوفيزيائي البحري. 

وهنا كانت المفاجأة:

تحت مياه خليج أبي قير، وعلى عمق 6 إلى 7 أمتار، تم اكتشاف الكنز الحقيقي لهرقليون 

– مدينة كاملة من الكنوز الأثرية المدفونة في الطين والرمال البحرية:

تماثيل عملاقة لآلهة مثل آمون وإيزيس وحورس

لوحات حجرية منقوشة تحكي قصص الفراعنة

كنوز من الذهب والمجوهرات والعملات، بعضها منقوش بأسماء ملوك معروفين

مراكب فرعونية خشبية ضخمة، لا تزال هياكلها محفوظة بشكل مذهل


وقد وُجد هذا الكنز بين أنقاض المعابد والمباني الغارقة، وعلى وجه التحديد حول بقايا معبد آمون الكبير، الذي كان يمثل قلب المدينة النابض دينيًا وسياسيًا.


في النهاية… البحر لا ينسى

ربما ظن الناس أن مدينة هرقليون انتهت، لكنها عادت لتحكي لنا قصتها، من تحت الماء. 

مدينة ابتلعها البحر، لكنها لم تغب. 

بقيت هناك، كأنها تقول لنا:

"التاريخ لا يُمحى… بل يُنتظر أن يُكتشف."


فهل أنت مستعد لاكتشاف أسرار تلك المدينة الغارقة؟




آيات مصطفى علي
آيات مصطفى علي
مؤسسة موقع ومُدونة روائع الكتب للترويج الإلكتروني، المدير التنفيذي لجريدة سبأ نيوز الإخبارية، كاتبة أدبية وصانعة محتوى لدى عدة مواقع إلكترونية، منسق إعلامي لشخصيات عامة، وموديريتور لعدة صفحات إلكترونية، مؤسس وأدمن جروب أولياء أمور وطلبة جميع مدارس الإسكندرية
تعليقات