متابعة: آيات مصطفى
في زمن تشتد فيه الحاجة إلى إعلام مهني ومستقل، يطلّ علينا الإعلامي الكبير جمال الشاعر من جديد عبر شاشة قناة النهار، ليعيد الأمل في استعادة بريق الإعلام المصري المستنير، الذي لطالما كان منارة للوعي والثقافة والرأي الرصين.
تُعد عودة الشاعر، صاحب التاريخ الطويل في تقديم البرامج الهادفة والمحتوى الراقي، مؤشرًا إيجابيًا على وجود توجه حقيقي نحو تصعيد الكفاءات الإعلامية المحترمة، التي تقدم للمشاهد المصري والعربي مضمونًا يحترم العقل، ويواكب التحديات المجتمعية والسياسية بروح من الموضوعية والالتزام الوطني.
لقد كان جمال الشاعر رمزًا للنزاهة والوعي الإعلامي، إذ تميز بأسلوبه المتزن وبلاغته المعهودة، إضافة إلى رصيده المهني الحافل الذي جعله من أبرز الوجوه التي شكلت وجدان المشاهدين لعقود. واليوم، مع إطلالته المرتقبة من خلال "النهار"، يستعيد الجمهور الثقة بإعلام يعبر عنهم، لا عن أجندات ضيقة أو مصالح آنية.
إن هذه الخطوة ليست مجرد عودة شخصية إلى الشاشة، بل رسالة تحمل في طياتها أملًا جديدًا بأن الإعلام المصري قادر على استعادة مكانته، متى ما أُتيحت المساحة أمام المهنيين الحقيقيين، ومتى ما أُعلِيَ صوت الكلمة الصادقة على ضجيج المصالح.
مبروك للإعلامي جمال الشاعر، ومبروك للجمهور المصري، الذي يترقب هذه العودة بالكثير من التقدير والتفاؤل. نعم، "لسه في أمل" أن يكون للإعلام دور فاعل في بناء الوعي والنهوض بالمجتمع.